الخميس، 14 يوليو 2016

التعليم كما عايشته(3) :ترى أين ذهب العباقرة ؟

التعليم كما عايشته الحلقة (3)

ترى أين ذهب العباقرة ؟

حينما تلتقي الحيوانات المنوية الذكرية مع البويضة يحدث سباق رهيب و محموم بينها . في اخر السباق بين الملايين من الحيوانات المنوية يكون هناك فائز واحد و في مرات قليلة اثنان أو ثلاثة . حينما يلج الحيوان المنوي البويضة نكون أمام ماراطون عالمي امام بطل استطاع أن يقهر و يتحدى منافسيه ... يولد الانسان بطل و يخلقه الله بطل . و ينمو و يكبر ليصير انسانا عاد و خائف و متقاعس و جبان و ذليل و خائر الخلاصة سلوكه ليس سلوك بطل قهر الملايين و تفوق عليها . لكن ماذا يحدث له؟ يحوله المجتمع الى عبد, ضعيف ,متهاون متقبل لما يحدث له حتى يصير رقما في دوامة"اخترنا لك" نولد كلنا عباقرة و يعطينا الله سبحانه و تعالى عقلا و بصيرة ما دامت حواسنا كلها سليمة . 80% من الأطفال في سن الرابعة من عمرهم يكونون مبدعين نبغاء لا يقلون ذكاءا عن العباقرة في سن الخامسة عشرة تبقى فقط نسبة 15% كفئة نابغة و ذكية من أين مرت تلك الفئة فقدت ذكاءها و نباهتها؟ من المدارس ! الله لم يظلم عبده و هبه من العقل و البصيرة . كيف لمؤسسة مطلوب منها تطوير هذين العنصرين أن تلغيهما و تهدرهما فوق مقاعد الدراسة و بين حيطان اربعة و تلك السبورة الابدية! هل المدرسة هي الشكل الامثل للتعليم و التربية؟ اذا كنت تعتقد ذلك فانت واهم في يقينك و مسلماتك ,و الا فانظر الى عباقرة الاغريق و اليونان الى فطاحل الشعر الجاهلي الى حكماء الصين ...لمذا أكاديمياتهم البدائية حافظت و طورت تفكيرهم الانساني الخلاق ؟ أتحدى فيلسوفا متخرجا من أرقى الجامعات العالمية أن يمتلك ربع ما امتلكه افلاطون و أرسطو ...
أتحدى أي شاعر في المائة سنة الاخيرة و من جميع أنحاء العالم ، أن يقف أمام المتنبي . هؤلاء ما تخرجوا من مدرستك ما تعلموا من برامجك ما تخرجوا من معاهدك ما جمعتهم أسوار مدرسة
شكل المدرسة كما نعرفه الآن لم يكون له وجود الا في القرن الثامن عشر مع الحقبة البروسية و تطاحن الامارات الاروبية الصاعدة . و هذا شيئ يجهله المدرسون و الجمهور .... في السنوات الاخيرة لم يعد العالم ينتج عباقرة ...بل فقط اطارات حاملة لشواهد عليا منظمة الى مؤسسات دولية للدراسات تعمل من أجل مجمعات صناعية كبرى .
ترى أين ذهب العباقرة ؟ من لم يدجن فهو جيد للموت و النسيان .
و الى حلقة مقبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق