الجمعة، 29 يوليو 2016

التعليم كما عايشته (12)










في السنوات الاخيرة بمحض الصدفة كنت أمام معيق خلاق في تدمير التعليم و التربية .انه عصر السلسلات المكسيكية و التركية و الهندية والهليودية .
المسلسلات التلفزيونية و ما تمثله من رعب و انعدام الامان و تجهيل و تسطيح للافكار ..كل ما يمكن أن يقال عن قبح هذا العالم موجود و مطبوخ في المسلسلات التلفزيونية .
لماذا اكتشفت هذا بمحض الصدفة ؟في بحث لتلاميذ قسمي اكتشفت أن أكثر من 95 في المائة مواظبون على أفلام الظهيرة و أفلام المساء و كذا أفلام السهرة .فأين يتبقى الوقت لهذا الطفل من أجل المراجعة أو الدعم ؟ او القراءة و التثقيف ؟


ان المسلسلات التلفزيونية تقصف المخيلة الهشة لفئات واسعة من المواطنين بواسطة قيمها الماسونية و محاولة تثبيتها و تجديرها كنموذج للقيم التي يجب أن تروج في المجتمع .و عادة ما تكون هذه القيم هي الرافعة التي تمرر منها الحكومات قوانين و قيم و معتقدات غريبة عن عن الواقع و التاريخ و الطبيعة و المعتقدات .هذه القوانين تكون مسطرة من طرف أجندة خارجية .





هذه المسلسلات ذات الصفاء الابله المسموم أول أهدافها و غاياتها هي الاجابة على جميع الاسئلة الانسانية و تخدير العقل الجمعي لشعب ما ووضعه دائما في وضعية الجاهل .
انها تنكر علينا كل ما تعلمناه من أسلافنا و تحاول أن تغير نظرتنا الى القيم تحاول ان تقنعنا أنه لا شيء جيد في الاخلاق ...و كل شيء في الاخلاق و القيم يبقى نسبي فقط .و في خالة عدم توافق شيء من الاخلاق وجب نفي الاخلاق و دهسها .هذه مبادئ يبشر و يصرح بها السياسيون و يتفوقون عليهم فيها الماركسين الذين هم أكثر المفسدون في الارض (رأيي الشخصي)
السياسيون يقفزون فوق أي شيئ مفتخرون بمبدا كل شيئ جائز في السياسة
هذه المسلسلات الطويلة جدا و المملة تسجن و تصلب الفرد أمامها لفترات طويلة و مروجة لصور نمطية خطيرة .انهم يقدمون لنا المثليين و السحاقيات كأشحاص طبيعيين ,عاديين و موجودون في المجتمع بكثرة .و الملاحظ أن وتيرة ظهور هؤلاء الاشخاص الغير الطبيعين في الشاشة هي أعلى بكثير و غير متناسبة مع أعدادهم الحقيقية في المجتمع .و مثل هذه الظاهرة الغريبة تجدها في المسألة اليهودية .هل يمكن أن تشاهد فيلما غربيا لا يتناول المحرقة أو اليهود أو يشير اليهما ؟
نحن هنا بصدد زج بعنصر نشاز في طبقك و ارغامك على ابتلاع هذا العنصر الغريب و عليك أن تعتاده كمكون من مكونات الطبخ.


القوانين الاروبية الاخيرة أصبحت ترخي بظلالها على مستقبل أروبا و الانسان في أروبا .أصبحت هذه القوانيين تسهل على الثليين و السحاقيات تبني الاطفال حتى و لو كان ذلك متعارضا كليا مع العقل و البيولوجيا الطبيعية التي خلقنا الله تعالى عليها .و لاحظوا معي أنهم يكرمون و يتوجون هؤلاء الغير الطبيعيين و يجعلون منهم فرسانا و عباقرة للانسانية في حين أن الطب النفسي التطبيقي يعتبر المثلية الجنسية عذاب رهيب لمن يمارسها أما الاديان و الشرائع فهي تحرمها مطلقا .
القوانين الجديدة تريد أن تساوي بين المثلية و الجنس السوي و تجعلهما في اطار حقوق الانسان (في الحقيقة انها حقوق حيوان بالمعنى القذحي) انهما خياران متاحان أمام الشباب .كل شاب له الحق في التجريب أولا و الاعتناق ثانيا و يجب عدم تجريم ذلك .و حتى تبديل الجنس يبقى خيارا مقبولا .و يظهرون و يبينون بأحرف غليضة أن الطلاق و الخيانة الزوجية و العلاقات خارج الزواج و العلاقات الرضائية هي أشياء و حوادث جد طبيعية تحدث في حياة الاسر و مجرد فضائح صغيرة تعرض علينا في الصحف لنعتادها و نتقبلها ..و هكذا يتم ترسيخ هاته الاشياء في اللاوعي .
مع الاسف هناك من المربيين من لا يقدر حجم الدمار المعرفي و العاطفي و الحسي الذي يمكنه أن تحدثه هذه المسلسلات لدى الاطفال .هذه الوسيلة الاعلامية الجماهيرية التي ترفع أعلام النور هي في الحقيقة و خلف السراب تؤسس و في خطوات حثيثة للظلام .
و الغريب في الامر و المحز في النفس أن ان أغلب الفاعلين السنمائيين من منتجين و ممثلين و معرضين و مسوقين لا يتقاسمون مع السواد الاعظم للشعب نفس القيم تارة ما يكونون أشخاص مريبين و مشكوك في نزاهتهم و موالون الى من يدفع راتبهم .
انهم يقومون و بخطوات نشطة باضعاف التأثير الديني و الاجتماعي و الهوياتي لبلدانهم و تشجيع العاهات الاجتماعية و الانسانية و جعلها ثفافة يجب الاقتداء و التأسس بها .و جعلها الثقافة السائدة و المهيمنة من أجل الاسراع بتفكيك المجتمع.
هناك الدافعية المريبة و هناك الاصرار الكارثي على اضعاف الثقافات المحلية بواسطة أخطر الاسلحة الا و هو التخريب الاخلاقي .انما الامم الاخلاف ما بقيت ......
و دائما بمنطق الغرابة نقف حياديين و سلبيين أمام ما يحدث أمام أعيننا و لا نعرف حقيقة ما يجري لنا و لا نعرف كيف نجنب أطفالنا الكارثة بعد أن تخلينا عنهم داخل مغارة اسمها التلفاز تحت رحمة من لا رحمة لهم ؟

الى أين يأخدوننا؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق