انا طفل من الاطفال ..
و كطفل ككل الأطفال
خلقت في هذا العالم بينكم
في نسخة فريدة بلا مثال
لماذا تقارنوني و تفاضلوني
بين إخوتي و بين الأقران ؟
وما خلقت لأطل على العالم من مقاعد
خشبها صندل خضوع و امتثال
أو انتظم في صف طويل
لأنحت للجمود صنم اعتدال .
أنا طفل ككل الأطفال
تصارعت مع ألاف الأقران
و أنا الوحيد من دخل البويضة :
وعن جدارة استحق لقب الابطال
و خرجت من بطن امي
في أبهى صورة الاكتمال
حتى أتيتكم و عاشرتكم
و يا للخيبة
تنعتوني بصفات للحمير و البغال ؟
هل تعرفون ما أحس به
حينما تقطعون النفس
و تقطعون الأوصال ؟
أنا طفل من الاطفال
ممنوع من الصرف لعلتين:
فقير و قاصر:
و تلك تهمتي
والحقيقة ليست دائما كما تبدو
فأنا قابل للصرف
-عكس ما تدعيه بيداغوجية الخرف-
أنا قابل للصرف و في كل الاحوال ..
الله اعطاني دماغ مرنة
تتقمص في يسر وسهولة
كل الضمائر و الأفعال
و ما على البالغ إلا أن ينصت إلي
و يرافقني في الرحلة و الترحال
كالمطر و الشمس يرعيان
شجيرة صغيرة في أعالي الجبال
الله خلقني في أحسن صورة
و أعطاني ما أردع به عدوي
من أصغر خلية إلى ساحات القتال
فقط دعوني، أصعد وحدي
منقبا عن طريقي إلى التلال
فانا لا أحتاج إلا لصعود الروح
داخلي
لا إلى ما ترمون به داخلي من الحبال
و كأني بكم تجرونني خلفكم جرا
كما تجر النوق و الجمال
تحاذون عن طريق يستقيم
و تضعون لي الاعطال
تقطعون بي الصحراء و الهجير
و تطعمونني من غبار الرمال .
أنا طفل من الأطفال
أعطاني الله من العتاد
ما يكفي و ما يشفي
و ما سيستهلك ليعاد
لكنهم أقحموا في داخلي
الخوف و الخضوع
و هاتفا في العقل جوال
و أصروا على تطعيمي
بالحروف و الرموز و الأمصال
و جعلوا من معلمي
الصديق والحارس و البقال
يحرسني في مغارة تحت السرداب
يعطيني حلوى تحوم حولها اسراب الذباب
التهمها أمامه و الكل مرتاح البال .
الضمائر الآن نائمة
ربما لن تجد الوقت للتململ
وصل الغزاة
و جاء الوبال .
أنا طفل ككل الأطفال
وددت منكم لو تصغون إلى
ضعفي وصغري و مهجتي
كما تصغون إلى مباهجكم
و تصغون إلى الخزائن و الأموال.
أن تدعوني أعبر إلى بداياتي الأولى
و لا تنحتوا مني في المدارس تمثال
فانا لم اخلق حمارا
خلقت برعما يتفتح حرا
و حركة تدب في المفاصل و الأوصال
و كوني مقبل جديد على الدنيا
لا تقتلوا في داخلي
بذور الفضول و الرغبة
على مذبح الطاعة و الإخلال
أنا طفل ككل الاطفال
و علي أن التصق في مقعدي
و علي أن أعيش مع خوفي
و ابتهل كل لحظة الى الله كل
الابتهال
ان يكفيني غضب البالغين
و لا تنزل علي الضربات و اللعنات و
تنهال
لهذا أجنح للصمت
و لا فرق بينه و بين
الموت
على التعرض للسخرية و الإهمال
أنا طفل ككل الأطفال
أنا في طور التجربة و
التكوين
و حتما ليس لدي اليقين
و قد أخطئ
ولا اعرف ما الذي يجب ان يقال
بجرة قلم غبي و قلب غبي
توضع شخصيتي و ثقافتي و تاريخي مكدسة جثثا في
حفرة في الميزان
وأصنف في سلم للمحرمات من الأفعال
وهكذا بشديد البساطة
لن تضرب بي القرارات و الأمثال
و سأعيش ما تبقى مني و
من حياتي
وسط الهجير ،خارج الظلال
و لا ادري هل تحسون بما
احس
حينما أسحب من جميع السياسات
و يرمى بي في سلة الأزبال؟
تعزلونني عن أقراني
في أسفل سلم الحياة
و أقاصي درجات الانعزال
و حدي مع الحزن
أعاني ما تبقى من حياتي :
نظرات الاحتقار و الإذلال .
يموت العالم في داخلي
أتقوقع و أرجع إلى
الداخل
في رحلة لآلاف
الأميال
كل هذا... و ما سيأتي لأنني
لم أفهم ما يقال ؟
صباح الخير أيها الإحباط
طريدتك طفل من الأطفال
خريج مدرسة يفترض
ان تكون الكمال و الجمال
و ليس ممرا
نحو أقصى درجات العزلة و
الانفصال
أنا طفل من الأطفال
أتوا بي من حيي و منزلي
إلى مدرسة تحيطها أسوار
و يحرسها صدى الاقفال
أجلسوني و قالوا: انتظر
عما قليل ستضيء الأنوار
و سننتشلك من الظلام انتشال
لا تسرح بخيالك في
البعيد
وركز فقط على ما سنقول
لك
لان ذلك هو ما نحتاجه
وما تحتاجه السوق و الأعمال
هذا ما أوصاني به حارسي
و أضاف :
إياك و إياك من فكر
رومانسي
لا يصلح إلا لمهنة
زبال
و كن من الطيعين الذين
يأكلون من طيبات الامتحانات
الحلال
يسودون فوق الناس
يرثون
كل الأرض و من عليها:
الحمير و السلة و الغلال
و أنا
طفل ككل الأطفال
جئت
لأفرح في الحياة
و
أتنفس عبير الحياة
ما أتيت
للمدرسة للمنافسة و الافتعال
و لا
أتيت غازيا مناطق أقراني
فلا تفاضلني ولا
تقارنني
و لا
تضع أمامي سلمك النقطي
سلم
القهر والتمييز و الاحتيال
المنافسة كانت و لا تزال منذ القدم
أول خطوة
على
درب القتال
اول
رغبة للاستئثار بالسلة و الغلال
فاحذر
تلك المناطق الرمادية
أنا
طفل من الأطفال
خلقت
حرا طليقا
بلا
سلاسل ولا حارس و لا أقفاص
خلقت
من دهشة صغيرة
و
علقت على البالغين كل الآمال
لكي
أصعد أبعد مني ، ذات يوم
و
أرى ما وراء الجبال
لكنهم
وضعوا في معصمي
ألف
خلخال و خلخال
ربطوني
إلى حجر و رموني
و
قالوا إياك أن تغرق
و ها
أنا الآن بالكاد
أصعد
الروح المعذبة بلا استبسال
و
أطأطأ حلمي بين يدي
دمية
احتضتها
حتى
لا يجرفني تيار الاستئصال .
أنا
طفل من الأطفال
و أنا
مقبل على الحياة
و أود
أن تكون حياتي جميلة
بعيدة
عما لا يراه البالغ من أهوال
أنا
طفل من الأطفال
لي
خلايا أحس بها
و إحساسات
أستشعر بها العذاب
فلا
تغيروا سلوكي بالنقطة و العقاب
فالتغييرآلة
التدمير
وسيكون
علي وبالا في وبال
و
سأحمله طول حياتي
مرضا
مستعص عضال.
رجاء
أيها البالغون
أعيدوا
الى التربية عقربها المقال
فالوقت
من تربية
و
ليس من ذهب أو خزائن مال
و
حدها التربية باقية
و
غيرها فان ومعرض للزوال
التربية
هي الحل
وغيرها
مؤامرات على المستقبل واحتيال
دبدو 30يونيو2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق