السبت، 8 يوليو 2017

التعليم كما عايشته (36) :ذاتية التعليم



ما دمنا ننتمي الى فصيلة الإنسان الفصيلة الأكثر اجتماعية على هذه الأرض ،و جب علينا أن لا نكون الا أنفسنا و ذواتنا و أن نجد شخصيتنا الحقيقية وسط  ما يحيط بنا و ما نشعر به حولنا .

نحن بحاجة الى تعلم الانصات لكل شيء و الشك في كل شيء ،يجب أن يتوفر لنا تفكير نقدي للحياة و الاديلوجيات   التي تقدم لنا على أنها الحقائق  المطلقة  .ما هو أكيد أننا لسنا على بينة فيما يلقنوه لنا و من التعلم الذي نحصل عليه من سنوات الدراسة ،ربما لو علمونا كيف نتعلم لكان تعليمنا أعمق و أفيد .
كل ما أنا عليه ألان هو ناتج مجموع تجارب  . بل  أن  كل تجربة في حياتي الشخصية تطل علي في الحاضر المعاش .و نحن في حياتنا نتعلم أن نعاني، و نتمتع من التجارب العميقة للألم و الفرح .و في إمكاننا أيضا أن نتعلم أن نكون سعداء أو تعساء، أي نكون فقط ما نحن ، ولا  يجب أن نكون أحدا غيرنا . متقبلين أو رافضينا لما نحن عليه ،و المخاطرة  بتغييرنا أو تحويلنا إلى ما نريد أن نصبح  عليه .
في كل تجربة من الحياة سواء كانت لطيفة أو سعيدة أو حزينة هناك دائما بذور لحصاد  التعلم .لكل واحد منا طريقته في التعامل مع البذور :هذا يحافظ عليها من الضياع ،و ذاك يزرعها و الآخر يحرقها و ذلك يأكلها و يمضغها و الآخر يزدريها بدون مضغ و هناك من يرميها بكل بساطة محتقرا لها .
اثمن و اهم شيء في التعلم أن نكون فرديين في تعلمنا أمام العالم ..لان التعلم في آخر المطاف هو استيعاب تجارب الحياة و جعلها جزءا من المجال الشخصي  للمتعلم لكي أكون فقط  ما يجب أن أكون عليه .و التعليم لن يكون تعليما أو لن يحوز على شرفه أن لم يغيرنا أو لم يحولنا أو لم يساعدنا على تبسيط الحياة و التصرف بشكل مختلف .و تجدر الإشارة انه لا تكفينا الخبرة لكي نتعلم يجب على الفرد أن يعيش و يعايش  هذه الخبرات و ان تكون له القدرة على استيعابها من اجل دمجها في وجوده الشخصي .

التعليم هو كل ما يمكن أن ينبني على القبول و الاحترام ...اعتقد هذا كمكمل لما قاله أفلاطون التربية هي كل ما يمكن من الجمال و الكمال .
خلق جو من القبول و الدعم الذي يعزز النمو للوصول بالشخص إلى أن يكتشف احتياجاته الأكثر أصالة و اكتشاف داخل بيئته الإمكانيات المتاحة له لتلبية هاته الحاجيات .و يجب علينا أن نحترم اختياراته .

 ما نريد التنبيه له أو الإشارة له ، هو إتاحة الفرصة و  لكل شخص  أن يبحث عن نفسه انطلاقا من علاقته مع الآخرين لكي يستطيع أن يشارك في الخلق  و البناء .نريد أن يكون جميع الأشخاص و على نحو متزايد يتصرفون بشكل مسؤول من خلال المشاعر و الأفكار و المواقف و الاجراءات ...وهذا يعني الحياة كلها


نريد أن نمارس الانصات و الاصغاء الى دواخلنا و ما يحيط بنا 
أن نعيش الحاضر بدلا من القلق على  الماضي و المستقبل .
ان نعيش في المكان  في علاقة أكثر مع ما هو متواجد على ما هو غائب .
التعبير عن الواقع  أكثر من التعبير  بالأحلام و الخيال والافتراض .
الشعور و العيش و التعبير : يعني ترك الأشياء لا لزوم لها .
التعبير بكل أصالة و وضوح بدلا من الشرح و التبرير و التلاعب و الحكم .
تقبل ما يحدث : أن يعيش الإنسان بنفس الشدة والنفس التجارب المؤلمة و المفرحة .
التخلي عن كثير من الواجبات الخارجية و و تقبل أكثر للواجبات الداخلية الشخصية .
التوقف عن عبادة الصور و المشاهير 
أن تكون مسؤولا عن ذاتك : أفكارك و كلماتك و سلوكياتك و مواقفك
خاتمة :
يجب أن تقرر ما تريد أن  تصير  عليه في الحقيقة
مستوعبا للرغبات و الحاجيات الخاصة بك
متناسقا في رأيك و ما تشعر به و ما تفعله ،مسؤولا عن ذاتك و عن نفسك .
متناسقا في آرائك و مشاعرك و أفعالك مسؤولا عن نفسك .
ربما صرت كائنا حرا و سعيدا .





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق