الأربعاء، 21 يونيو 2017

التعليم كما عايشته(34): القيم التربوية للقصة


على الرغم من أن هناك  العديد من برامج الأطفال ،و البرمجيات القمامية الخبيثة التي تستهدف نموهم العقلي و العاطفي و الحسي  .و على الرغم من توفر  الأطفال على معروض واسع من التسلية المفيدة  ومجموعة لا حصر  من الألعاب واللعب المخصصة للأطفال التي تصنف  وفق  أعمارهم، تبقى القصة عامل جذب رئيسي  للأطفال، سنحاول أن نجعل الطفل مستمعا ايجابيا لنا :من خلال أحداث قد تكون واقعية أو خيالية أو غرائبية بما كل ما فيها من امتاع و تثقيف للسامع  

                                         
 إن الرهان على اثارة اهتمام الطفل غالبا ما يكون حاسما من خلال استجابة الطفل للخطاب القصصي ،و أعتقد أن ذلك   راجع بالأساس  إلى هذا المزيج المذهل من  السحر والخيال الذي يوقظ عقله و يجعل اهتمامه متوقدا                                        .
 مطلوب و بإلحاح من  المعلمين وأولياء الأمور القيام بمحاولات كافية لتقريب القصص للأطفال بحيث يعتمد  استخدامها كوسيلة  أساسية للتعلم والاستمتاع و ليست ترفا فكريا مكملا للطفل  لأنها تحتل مكانا مركزيا في حياة الأطفال ولها أهمية كبيرة في تطويرالملكات  العاطفية و الوجدانية،و الفكرية واللغوية.                  .
الاباء الجيدون سيقتنون قصصا و يهدونها لأطفالهم في المناسبات أما الاباء المبهرون سيشاركون أبناءهم في قراءة  هاته القصص و تحليلها و أخذ العبر منها .
هناك حكايات للأطفال لن  يتعب أو يمل الطفل من تتبعها ، والسر يكمن بكل بساطة   في أن القصص على  اتصال مباشر مع عالمهم الداخلي،المتكون من مزيج  من المخاوف، والعواطف، والشكوك والأسئلة. وعلينا نحن  أن نغتنم هذه الصفات الداخلية و الشخصية للطفل  و نضع القصص السردية  أداة تعليمية من شأنها أن تساعدنا على إعطائه  مجموعة من القيم التربوية للتعامل معها حينما نستطيع تقريبه الى عالم القصص و الخيال   بواسطة الاستماع و القراءة                                             

مجموعة من القيم التربوية التي –لا حصرلها- يتم توفيرها للأطفال  من خلال القصص                                                     
غرس المودة :
 و العاطفة بين الابوين و الطفل . عندما يريد  الأب أو الأم حكاية  قصة للطفل،  قد تفضحهم مشاعرهم بدون كلمات و كأنهم يقولون : أحكي لك يا عزيزي  هذه القصة لأنك تعرف اني أعزك و أقدرك

 الاقتراب من الواقع:                                                       
 القصص لا  تلبي فقط  الاحتياجات العاطفية، بل تتعدى الى  ابراز و تطوير هذه الاحتياجات في   اتجاه أفق أرحب : ساحة  المعرفة والاستكشاف. بعض الناس يعتقدون أن القصص محض أكاذيب مرتبة و منظمة . ومع ذلك هذه الحكايات من الممكن جدا  أن  تؤدي إلى الحقيقة من خلال متاهة من الخيال.                                                  

الرغبة في التسرب                    
التسرب من الواقع (الهروب من الواقع) :                                   
 القصص الجيدة تسمح للأطفال للولوج و الاقتراب من  قساوة  الواقع في هذا  العالم الذي نعيش فيه، وفي الوقت نفسه تسمح للطفل أن يتخلص من التوتر و الإجهاد الذان ينتجهما هذا الواقع نفسه. أنها تسمح له بالنجاة و الهروب  بعيدا عن بطش الحياة  اليومية: حياة القواعد والملاحظات والتوصيات وتبادل الاتهامات                       
الاقتراب من الكلمة :                                                
القصص هي هندسة الابداع   تشيد من خلال كلمات ، كلمات تحمل معاني و توصيفات  و أحاسيس  تمكن الطفل من الولوج الى عالم اللغة و التعبير و تحديد الهويةالشخصية . تنعكس  القصص أمام الأطفال  كما لو كانوا يشاهدونها حية في المرآة. و الطفل  مثل غيره من البشر يحدث له أن  يمر بحالات و مواقف  مماثلة و مشابهة  وفيما بعد  سيتقمص تلك الحالات و المواقف  ليحدد رغبته  من خلالها . هذه الشخصيات و المواقف التي عايشها كانت  مهمة و حاسمة في تحديد رد فعله , و شعورا يحس به أمام مواقف حياتية و شخصية .                                                  

القارئ ذو  الرغبة:
إذا كان في مقدورنا حكاية و قراءة قصص تفتن  الأطفال و تبهرهم  سوف نكون قد وضعنا البذور الصحيحة و الملائمة و سط تربة جد خصبة ، فقط يجب علينا تعهدها بالرعاية ككائن حي و سوف يأتي عاجلا أم آجلا حصادها . عندما يتعلم الطفل  القراءة،سوف لن يتردد من  قراءة القصص من تلقاء نفسه، لأنه سوف يكون على يقين من أن هذه  الكتب سوف تحوي بين دفاتها  أنواع من القصص رائعة ومضحكة و المسلية كتلك التي عودوه على سماعها              

 اكتساب المعرفة.
 القصص لا تعطي  فقط الأطفال تفسيرات مهمة و حيوية، إنها أيضا وسيلة فعالة لتسهيل و تعزيز طرح  جميع أنواع الأسئلة التي تتبادر في الذهن .و ما  الأسئلة إلا  بداية المعرفة، فهي تمثل محركا لسلوكيات استكشافية لدى الإنسان الصغير 

الاهتمام لدى الطفل:
 الأطفال الذين يسمعون قصة ممتعة و  يحلو لهم تتبعها ، يستمعون و ينصتون  لها  بحواسهم الخمسة                                                             
الخيال والمخيلة و العوالم الغرائبية :
 الحكايات تسمح للطفل والطفلة بتحويل ما هو خيال إلى حقيقة رائعة ،و هذا يساعد بشكل نشط  على إطلاق العنان لخيال الطفل من أجل الإبداع           

الحس الجمالي:
 الحكايات تسهل على الطفل (و حتى البالغ) إدراك  الجمال  و الموصل في اسلوب  أنيق مرسل من خلال الكلمات أو الصور.                                                                
مدونة أخلاقية:
 مع القصة يمكن أن يتحقق التعريف الأولي لمفهومي  الخير والشر بطريقة  فورية وملموسة. القصص هي مصدر غني و ثري من مصادر ديداكتيك التعليم (فن التعليم)   يستفيد منه الطفل  بتلقائية و بشكل طبيعي  من التجربة الخاصة للقصة                                                               
الإبداع.
 القصص دعوة الى أبعد من ما هو  واضح وتقليدي، انها تشكل  المفتاح للدخول الى  الواقع بطرق جديدة ومن ثمة معرفة العالم .                                                                

وسيط حل للنزاعات :
 حالات التحجج بالأخلاق و العبر و السلوكات من القصص تساعد حل النزاعات              

 هذه الميزات تجعل من القصة موردا تعليميا شاملا. و الآباء والمعلمون مدعوون الى اعتمادها   للمساعدة في تربية و  تعليم أطفالنا                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق