الأربعاء، 9 أغسطس 2017

التعليم كما عايشته :(41) : لا يفرقون بين التعلم و الحفظ

        لا يفرقون بين التعلم و الحفظ 

من الحقائق المصاحبة للامتحانات : هذا الشعور بالقلق الذي لا نخطئه العين .في المدارس و الجامعات ، الأوقات الأكثر قلقا تتزامن مع امتحانات نهاية دورة دراسية أو سنة دراسية ،و خاصة في مادتي الرياضيات و العلوم .و شخصيا اعتقد أن الكثير من الأساتذة ،في هذه المجالات من المعرفة يربطون  الحزم و الصرامة  مع طرح امتحانات صعبة  ،طويلة ،و شاقة أغلب القسم لا  تكون في متناول  مستوى إدراكه و ليست  منسجمة و متوافقة مع ما تعلمه.
Résultat de recherche d'images pour "aprender /memorizar"


و اللحظة  الأكثر إقلاقا  للطلاب تتمثل  في اختبار معارفهم .لماذا ؟ بكل بساطة : يفرض عليهم اختبار موحد المعايير و تكون معاييره هي المعايير الوحيدة للنجاح في الثانويات و الجامعات  . و الكل شيء يشعرك بالحرب الخفية : التنافس . و سوف يكون من الصعب على الطالب ان يتعلم اذا كان دائما محاطا بالمشاكل .

ثم تأتي الدراسة و الحياة الجامعية مع مخاوف جديدة من شكل التنقيط و التقييم .و لكي يتأكدوا من أن الطلاب يقرؤون و يستعدون بشكل جيد لدروسهم يتعمد الأساتذة القيام باختبارات فجائية لتحصيل محدد وفق أسئلة محددة يختلف تقييمها من أستاذ إلى آخر .
الاختبارات الأسدس (ستة اشهر) أو الثلث (ثلاث اشهر) تتطلب من التلميذ الفهم و الالمام بكتل كبيرة من المعلومات و المعارف.
و تتطلب هذه الامتحانات  طاقة كبيرة من أجل  الحصول على نتيجة ايجابية  تتمثل في النجاح و مجهودات مضاعفة  للحصول على نتائج مؤهلة للدراسات العليا و المنح و العمل .
بالنسبة للكثير من الأطفال و الشباب النتيجة كارثية و محبطة .ان يكرسوا كل هذا الوقت و الجهد بدون أن يلمسوا ذلك في النتائج و التصنيفات .هذا الوضع الذي يدفع  الفرد الى تغيير الايقاع و الزيادة في العمل و متطلباته  و هذا يجد جذوره و سببه في التقنيات المستعملة التدريس  و التي أغلبها يتسم بعدم الفعالية على مستوى سيرورة و مراحل  تعليم و تلقين المعارف .
سنحاول ان نتطرق  للأساليب ...الاكثر و الاقل فعالة  :
تقنيات  فعالة  
 من التقنيات الأكثر فعالية هو التساؤل و السؤال : لماذا هاته الأشياء ؟و أن نفكر و نفهم تنظيمها و علاقاتها . فمثلا غير كاف أن يتعلم  المتعلم . أن القوة تساوي الكتلة مضروبة في السرعة. و لكي يفهم و يستوعب هذا التعلم يجب أن يفهم قبل ذلك أسباب هذه العلاقة الفيزيائية و يجد تبريرا لها .و الهدف هنا هو دفع دماغه الى عدم الاشتغال بطريقة ميكانيكية بسيطة لاستيعاب المعرفة .
Résultat de recherche d'images pour "aprender /memorizar"
 مختص في علم النفس المعرفي Dunlosky
ينبهنا انه  لتكون هذه التقنية فعالة يجب أن يتعلم الطلاب طرح الاسئلة في الوقت نفسه  الذي يتدرج فيه  شرح الموضوع
و هذه التقنية كما تصلح في العلوم صالحة ايضا في الدراسات الفلسفية و التاريخية و الطبيعية  و محاولة إيجاد حلول أخرى خارج الحلول التي يقدمها الاستاذ او المعلم         
- يجب ان نقر انه من الصعب جدا على الطالب الحفاظ على استيعاب المعلومات و المعارف واسترجاعها  بعد فترة طويلة من عدم الاشتغال      دونلوسكي يوصيبمراجعة و قراءة كل يوم ما بين %20 الى  %30 من جميع المعلومات المطلوب من الانسان تخزينها و الاحتفاظ بها .
 فساعات طويلة من الدراسة و الاستعداد و أحيانا في الليل و أحيانا قبل الامتحان لا تكون لها نفس التأثير التي تتركه المواظبة على الدراسة كل يوم . حيث يتم  الاشتغال على كتل صغيرة من المعارف و المعلومات ،التي تمكن الطالب ان يكون ثابتا في  عملية الاستيعاب .و هذا مفتاح من المفاتيح لتثقيف  ولتدريب الطالب على الامد الطويل :بأن يجعل الطالب محتفظا بما يتم  تعلمه و يمكنه من استيعابه جيدا بواسطة الاستعراض الدوري و و المجزأ و المستمر .
تقنيات غير فعالة أو تنقصها الفعالية
 - التلخيص أو الملخص :و هي تقنية شائعة و لا يمكن أن نوصي بها فهناك ما نتحفظ عليه فيها .
يتم التلخيص انطلاقا من أفكار مستخرجة من دفتر او كتاب او اوراق مصورة ...و بالنسبة الى دونلوسكي هذه الطريقة أقل فعالية لانه لكي نصنع ملخصا جيدا بجب علينا التوفر على معايير و مهارات مسبقة : القدرة على تجميع المعلومات لاختيار ما هو مهم و ما هو قليل الأهمية و ما ليس له أهمية ،و ما هي الأفكار المركزية و الحجج المنظمة لها ... و كذا طريقة هيكلة الحجج او سرد وقائع ... و هناك دراسات انكبت على مدى قدرة الطالب على اختيار المعلومات و استخلصت الدراسة أن حوالي النصف من الطلاب يختارون المعلومات الخاطئة و يصعب عليهم فهم بنية ما يريدون تلخيصه
التخطيط فوق الجمل و الكلمات المفتاحية و إعادة قراءتها عدة مرات ,و هذه طريقة يستعملها الكثير من الطلاب ،هذه الطريقة أثبتت هي الأخرى عدم جدواها بحيث أنها لا تأثرا بشكل حاسم في عملية التعلم ،و فقا لدراسات بريطانية .
شكلت ثلاث مجموعات :
الاولى كانت تقرأ
الثانية كانت تقرأ و تخطط (تضع خطا تحت الكلمات و الجمل المفتاحية و المهمة )
الثالثة كانت تقرأ فقط ما وضعت عليه المجوعة الثانية خطا
النتائج كانت غير متوقعة ،حيث لا فرق في النتائج  بين المجموعة الاولى و الثانية . أما المجموعة الثالثة فقد كانت نتائجها كارثية
حكمة :قد نتفق مع دونلوسكي أن عملية التخطيط تحت أو التمييز بالالوان هي فقط عملية ميكانيكية قد لا تتطلب جهدا عقليا أو تحليليا ، بل هي ممارسة أو تمرين سلبي  بالاضافة الى ان الطلاب يجدون صعوبة في تحديد ما هو مهم .
المشكل ان هناك من الطلاب من يقضون اضعاف الساعات من التعلم (الحفظ) في منازلهم مقارنة مع الساعات التي يقضونها في التعلم مع الاستاذ و مع ذلك تكون النتيجة غير مقبولة و دون الامال المرجوة : شيء يسمونه الفشل .
  Résultat de recherche d'images pour "aprender /memorizar"Résultat de recherche d'images pour "aprender /memorizar"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق