من قال أنكم أطفال ؟
و من يسابق الزمن لتطعيمكم –وقائيا- قبل أن تصبحوا رجال ؟
من يجعل منكم فقراء في التربية و مليونيرات في الجهل العضال ؟
من يريد أن يستبدل حياتكم و أسلوبها بألف رمز و تمثال ؟
إنكم أطفال و لستم زبناء لشركات الحليب و السكر
إنكم أطفال و لستم موزعون لشركات التبغ وشركات المناديل الورقية .
إنكم أطفال و لستم بائعي الورد و
التبغ في الحانات
إنكم أطفال و لستم أدوات اشهار في التلفزيون و الاعلانات
إنكم أطفال و لستم منظفي زجاج السيارات عند ضوء المرور
إنكم أطفال و لستم منظفي زجاج السيارات عند ضوء المرور
إنكم أطفال و لستم عساكر في الحروب و المليشيات
إنكم أطفال و لستم سجناء مخيمات أو جيتوهات اديلوجية أو انفصالية .
ستكونون أطفالا بكل بساطة إذا فقط لم تكونوا من قاطني الإصلاحيات و لا دور التربية الصفيحية (نسبة الى دور الصفيح)
إنكم أطفال كي لا تكونوا عمالة رخيصة لتخيطون للبالغين ثيابهم و تنسجون للمرتاحين سجاداتهم .
إنكم أطفال كي لا تكونوا عمالة رخيصة لتخيطون للبالغين ثيابهم و تنسجون للمرتاحين سجاداتهم .
إنكم أطفال كي لا تنحنون تلمعون
أحذية عديمة الضمير وتافهة
كأصحابها .
إنكم أطفال كي لا تكونوا عمالا يدويين في الورشات
و لا تكونوا مستعملين للمسامير و المطارق و المناشر و أدوات التلحيم و ابر الخياطة .
انكم أطفال لكي لا تحمل وجوهكم الصغيرة
لطخات زيوت التشحيم السوداء
إنكم أطفال لكي لكي لا يطالكم الشعور بالذنب و لا تكونون عرضة للضرب و الزجر
إنكم أطفال كي لا تقصفوا من طرف
الاشهارات و الإعلانات
إنكم أطفال لأنكم تعبرون و تضحكون بعفوية اختفت عند البالغ .
إنكم أطفال و لهذا يجب إن تستمتعوا بحرية طفولتكم
ليسوا أطفال من هم تحت التحرش و
تحت المخاوف ، من يحملون عبئ جهل المجتمع :المحفظة الثقيلة و البرامج المنهكة و
التوقيت اللاانساني .
ليسوا أطفالا من يرفعون أصابعهم ليسألوا .و من ينتظمون جامدون في صفوف
حجرية .
وليس طفلا من يسكتونه و يخرسونه بالأجوبة المعلبة و الجاهزة المحددة للذكاء الإنساني ,التي تقدمها له البرامج فوق
طبق مدرسي رديء المكونات و تحرمه من نعمته
الطبيعية : التساؤل
وليس طفلا من يحمل علم التفوق ليقود اقرانه ،بل يجب أن يكون الفرد المرافق و
المساعد داخل مجموعته .
يجب أن يكون الأطفال أطفالا ، و لا يجب بأي حال تحفيزهم على استهلاك كل ما
يقدمه السوق فعالم الافتراس و التوحش لا يستقيم مع عالم الوداعة و البراءة .
ليسوا أطفالا أولائك الذين يشمون الغراء و يدخنون ..في جانب زقاق مهمل أو وسط أدغال محطات
الحافلات ...
ليسوا أطفالا من هم بدون حماية من
المجتمع و لا اهتمام منه
ليسوا أطفالا من ينتظرون يوما أن يحصلوا على الاعتراف الأبوي و يمنح لهم
اسم عائلي
ليسوا أطفالا من يضطرهم قدرهم الى الاكتفاء بحصص غذائية ناقصة و فقيرة .
ليسوا أطفالا من يزجون بهم في نقاشات و مسارات اديلوجية و لن يكونوا أبدا أطفالا
اذا كانوا أدوات في أيدي الاقتصاديين من جميع التيارات .أو مشاريع برامج في أجندة الأحزاب
...أو وسائل إعلام أو الأخصائيون ...هؤلاء
كلهم يوحد بينهم الجهل بالطفل .
ليسوا طفلا من يتخلص منه أبواه في المدرسة كما يتخلصان من سيارتهما الشخصية كوديعة في المرآب في انتظار إنهاء الأشغال و الرجوع لأخذها
.
ليسوا أطفالا من يقضون طول حياتهم مرددين و مكررين و ناقلين لما يقوله
البالغون حتى و لو كانوا معلمين .
ليسوا أطفالا من تعدهم البرامج
المدرسية للصراع الأبدي مع الآخرين وتخضعهم لسلم نقطي يحدد كل ملامح شخصيتهم و يختزلها في نقطة عددية إنها أي
البرامج ،تعدهم لفكرة الصراع في
الحياة مع الأفراد و المجموعات ولا تفعل
غير تدريبهم على التنافس الرهيب بدون رحمة
، مولدة لفرديات لا تنفع
إلا صاحبها وترسخ لديه ، انه في هذه الحياة عدد الفائزين قليل جدا و ليس هناك متسع
للجميع فوق طاولة الأكل.
ليسوا أطفالا من يجلبون واجبات المدرسة إلى المنزل ليقضون ساعات عمل إضافية
بعد ساعات عمل رسمية تفوق ساعات العمل التي يعملها البالغ .
ليسوا أطفالا من يقضون ساعات أطول في الدراسة من تلك التي يقضيها طلاب الجامعة . و ليسوا
أطفالا من تلتصق أجسادهم البضة الصغيرة بالمقاعد الخشبية أو الحديدية لساعات طويلة و
مملة في القسم
ليسوا أطفالا من يحصلون على التعليم فقط . سيكونون أطفالا إن هم فقط حصلوا على التربية .
ليسوا أطفالا إن لم يتركوهم يلعبون و يتعلمون و يكتشفون و يحاكون الطبيعة
كمرجع في التعلم و الحياة،عوض الاكتفاء بمراجع
البالغين .
ليسوا أطفالا من يغرر بهم نحو المستقبل الأفضل و المرتبط بالرياضيات و
العلوم و اللغات ...و يحرمون من أهم منابع الخلق و الإبداع :الفنون بكل أنواعها و
العلوم الاجتماعية .
ليسوا أطفالا من يربون على معاداة وسطهم و عدم الاهتمام به. و عدم الانسجام
مع ما يحيط به من بشر و من حجر ...ليسوا أطفالا من لم يدرسوا التاريخ و الجغرافية
ليسوا أطفالا من يزج بهم في فصل أشبه بالمغارة ، لتعرض عليه معارف محددة و
صور محددة ، في الوقت الذي يفترض فيهم أنهم وافدين جدد على هذا العالم لاكتشافه و
فهمه و التعامل السليم معه ،
ليسوا أطفالا من تقلص الميزانية من أجلهم لصالح البالغين .
ليسوا أطفالا من يرتادون التعليم الخاص المؤذى عنه ،لأنهم سيحملون دائما
الملامح البشعة لحياة و أسلوب حياة لا صلة له بمجتمعنا و من الصعب عليهم التخلي عن
أفكار رضعوها كما رضعوا أمهاتهم .
ليسوا أطفالا من يحملون تلك التهمة الأبدية :الفقر
بتهمة الفقر يتم تبديل البرامج
بأخرى أقل تكلفة ، و تضم الأقسام و لا يهم عدد التلاميذ ، تشرك المستويات في غياب أي برنامج دراسي
ملائم ، توضع خريطة مدرسية مغشوشة لا تعكس بأي حال المستوى الحقيقي للطفل و لا
المستوى العام للقسم ، و يتم تحسين البرامج من اجل تعليم و تكوين الطفل في اقصر
وقت و بأقل تكلفة ،
ليسوا أطفالا من يخضعون في
تكوينهم لنظرية وضعت حوالي 1880 لتحسين إنتاجية العمال و تجزيء أعمالهم (نظرية
تايلور) .
ليسوا أطفالا من فُصِلت مدرستهم
على مقاس السجن و المصنع من أجل إخضاعهم و
تغيير في سلوكهم الإنساني .
ليسوا أطفالا من يمارس التضليل
عليهم بحرية التعبير في الوقت الذي يحرمون من حرية أرقى و أسمى منها :حرية التفكير
ليسوا أطفالا من يحرمون من الحب و العطف و الاحترام من آبائهم ،من المجتمع ،من المؤسسات ،من الأفراد و
المجموعات ...
ليسوا أطفالا من يعيشون في مجتمع يحرمهم من الحقوق الأولية :الحق في الأمومة و التربية بتشغيل المرأة و تضليلها
بنظريات و أفكار تحررها كليا من وظائفها الطبيعية
في الحياة
ليسوا أطفالا من لا يحسون ان التعليم ينبع من أعماقهم و هو حاجة داخلية قبل أن تكون رغبة من البالغين
إنكم أطفال لأنكم مكرسون إن تكونوا أطفالا و ليس شيئا آخر يريده البالغون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق