الثلاثاء، 23 يناير 2018

التعليم كما عايشته (52): أسئلة لوزير التعليم الجديد

التعليم كما عايشته (52): أسئلة لوزير التعليم الجديد 

أسئلة لوزير التعليم الجديد

معالي الوزير الجديد :
بداية أود أن أحييكم تحية وطنية خالصة .و أهنئكم على قبول هذا التحدي الهائل .التعليم هوأساس الأمة و رافعتها نحو الاحسن ،و عليه انتم تعرفون أن على عاتقكم أهم وزارة في الحكومة .
و ليس مهما أوجه القصور الحالية  في أنظمتنا لان تنمية البلاد في النهاية ،ترتبط بما بقرارات الساكنة .و هاته القرارات لن تكون إلا انعكاسا لما تقدمه  التربية و التعليم .و نحن في أمس الحاجة للتربية على القيم التي تولد لنا تغييرا واضحا و توافقا اجتماعيا و الموافقة الطوعية  لمواطنينا على احترام القانون و المحافظة عليه .
مطلوب منكم اتخاذ قرارات عظيمة  فيها الكثير من الحزم و الحكمة في هاته الوزارة المعقدة و الإستراتيجية .مطلوب منكم تجميع كل الأقطاب المسؤولة عن التعليم و جميع الفاعلين الاجتماعيين من أولياء و معلمين و الممثلين و المجالس و المؤسسات الاجتماعية و السياسية و مشاركهم   المسؤولية  عن هذا  التعليم .
مطلوب منكم أن تخرجوا من وزارتكم و تلعبون دور اطفائي الحرائق ، و ستجدون صعوبة كبرى للدفاع عن قوانين ربما لا تأمنون بها .و لكن الوضع الكارثي يستدعي منك التدخل الحاسم ، لان الاصلاحات التي نجنح اليها تنتج لنا دائما الشيئ نفسه :الفشل .
مطلوب منكم سيدي الوزير شجاعة لتحسيس الجمهور ، و أن تذهبوا أبعد من المدرسة . و ربما المطلوب ، الاعلان عن ميثاق وطني للواجبات التربوية و التعليمية للمواطنين و السياسيين و النقابات  و المؤسسات الاعلامية  ...كل من هؤلاء له نصيبه في المساهمة بدوره في تلويث البيئة التربوية و التعليمية  و خاصة الاعلام الذي يفرد صفحات و برامج عديدة تافهة تساهم في محو كل ما يدرسه الطفل في المدرسة و نفي كل ما يفعله المعلم من مجهود .
 و مطلوب منكم أن تنأوا  قدر الإمكان عن مسببات الفشل لسابقيك الذي نحن في غنى عنه الآن  . فالثمن المؤذي للتربية يتم دفعة واحدة بينما الثمن المؤذى للجهل يتم على دفعات و مدى الحياة هكذا نطق الحكماء . ففي التعليم لا توجد معجزات و لا أسرار ،يكفي الارادة الجماعية للنهوض بهذا القطاع .
بغية الاستفادة من الوضع الحالي و نظرا  لفراغ كرسي وزير التعليم ، ارتأيت منذ مدة ، توجيه خطاب و أسئلة و هواجس .. إلى معالي الوزير القادم . أتمنى أن أجد الأذن الصاغية والصدر الرحب و  التجاوب مع تساؤلات رجل تعليم بسيط . و من المنتظر أن تكون هناك أسئلة أخرى  مستقبلا انشاء الله .
   و تقبلوا احترامي و دعمي التربوي و التعليمي .
0- رجاء أن تعيدوا تسميتي بصفة "المعلم " عوض صفة "الأستاذ " الأستاذ يدرس لفترة محددة و يتنقل بين الصفوق أما أنا  ثابت ،أدرس مدى الحياة .هل تعتقدون سيدي  أن الطفل الصغير محتاج في تربيته  لأستاذ فقط ؟
1- هل تعتقدون أننا سننجح حيث فشل الآخرون ؟ و هذا التحديث للسياسة التعليمية قد عرف فشلا ذريعا في البلدان التي تم اعتماده فيها منذ 1990 ؟ حيث من أهم نتائجه هو هذا التفريق و التقسيم   الشديد بين مكونات الشعب .هذا النظام عمل على توليد أنظمة للتعليم مستقطبة (من القطب) بين أقلية مفضلة و أغلبية مستبعدة  .
2- ستستسلمون مهمتكم  و الأكيد انه  سيكون أول تصريح لكم هو تثمين الإصلاحات التي ابتدأها أسلافكم في الكرسي الوزاري ،و ستضيفون العبارة :عازمون على مواصلة الإصلاح . هل ستكون  نقطة ثم رجوع الى السطر ؟
هل تعلمون سيدي الوزير أن هذا الإصلاح يركز على بشكل أساسي على التطبيق العالمي للاختبارات المتعددة ذات التأثير العالي ، في الوقت الذي تبث و بما لا يدع مجالا للشك ، فشل كل الأنظمة التعليمية التي استخدمت و استعملت هذا النموذج التي استهدفت من خلاله "الرفع من نوعية التعليم " و في المقابل ، الانظمة التي اعتمدت على التقييم و المساءلة على المستوى  المحلي و الوطني  تحسنت لها جودة التعليم .
3- الاشكالية ، هي كيف يمكننا أن نتجنب النتائج الكارثية لهاته الإصلاحات التي أريد لها أن تكون كونية و توحد كل العالم تحت تعليم موحد بدون النظر إلى الفروقات المهولة بين سكان الكرة الأرضية ؟  فإصلاحات مماثلة لإصلاحاتنا سبق تطبيقها في دول كثيرة  الولايات المتحدة و امريكا اللاتينية و اروبا  ...( بنسب و جرع متفاوتة) ، المثير في أمرها أنه رغم ما أحيطت به من تهليل و تطبيل في الحملات الانتخابية و تنظير من أشباه التربويين و إشادة من فرقاء سياسيين لم تترك وراءها إلا خرابا ينعق فيه البوم : إغلاق المدارس العمومية في المدن و القرى و الاحياء الفقيرة ، انخفاض مشاركة الإباء و الأمهات في التربية ، و بوجه عام إضعاف النسيج الاجتماعي حول المدرسة ،بالإضافة إلى عملية سرقة  تاريخية تم خلالها  نقل موارد عمومية إلى الشركات الخاصة ، إن لم نقل استيلاء على موارد عمومية في التربية و التعليم من طرف من طرف مستثمرين مستعدين للتخلي حتى على أبناءهم ان شموا رائحة الربح  .
4- ألن يكون من المهم أن نولي اهتماماتنا لخبراء التقييم مثل : بيرينود، ويليام، جونسون، غولدشتاين، دارلينج هاموند، سفيردليك، روكويل
(Perrenaud, Wiliam, Johnson, Goldstein, Darling-Hammond, Sverdlick; Rockwell)
الذين أوصوا بنماذج محلية أو مكيفة مع مرافقة تكوينية للمعلمين و تقويم عادل لجميع الجهات الفاعلة و العوامل المشاركة في العملية التعليمية ؟
5- ما جدوى  الاستمرار في تطبيق إصلاحات معكوسة ؟ أولا تتم تقييم الاصلاحات بأدوات معيارية موحدة  ، بعده يتم إعداد محتويات المناهج الدراسية بلا حلول  واضحة  لتصميم " النموذج التربوي " و بدون  اهتمام جدي بتدريب المعلمين ؟
6- لماذا يبنى المنهاج الجديد على الزيادة التراكمية في المحتويات و الوصف المفصل للطرق علما أن هذا يولد  برامج غير قابلة للتحقيق عمليا على أرض الواقع و يستحيل تقييمها ؟
7- و في هذا الوقت الاحتجاجي العصيب ، لماذا لا يكون هناك انخراط جماعي لتحديد "نهج سيرة " و جوهر المنهاج الدراسي الوطني و المشترك و تعزيز قدرا أكبر من الاستقلالية و الابداع الوطني بين الهيئات التقنية و المعلمين و مؤلفي المواد التعليمية و أصحاب البدائل التربوية المجتهدين ...حتى يتسنى لهذا المزيج ابداء تدابير وفقا للتنوع الإقليمي و اللغوي للبلد ؟
8- لماذا لا تحترم المدة و الوقت الحقيقي للإصلاح ؟ و لماذا لا تخصص له الموارد الفعالة و اللازمة لإنتاج برامج و موارد ذات جودة عالية ، بدلا من فرض مواعيد نهائية و في بعض الأحيان فجائية و سياسية بامتياز لم تؤذي إلا إلى إخفاقات متوالية ؟
9- كيف  يمكنكم سيدي أن تكفلوا   المجانية و تحققوا المساواة في التعليم العمومي ؟ إذا كنا مقبلين على عصر جديد : تحمل الأسر تكاليف تدريس أبنائها .عصر مطلوب فيه من الأسر دفع مساهمات إجبارية و طوعية و موسمية و طارئة ...للحفاظ على المدارس و هذه ليست إلا ضرائب إضافية ضخمة ستتنازل عنها الأسر لصالح الدولة و الخواص  . و  حتى مفهوم  " الاستقلالية في  الإدارة " ليس في الحقيقة  إلا اشتراكية في التكاليف و رأسمالية و  خصخصة للأرباح .
10-و كيف تضمنون للأطفال الحصول على تربية و تعليم   ذو جودة و عادلة   و قريبا من أماكن إقامتهم  ، إذا لم تصمم البرامج الوطنية للتعليم المتعدد المستويات و التعليم القروي الهامشي ... الذين  هم محتاجون إلى مساعدة و دعم خاص  ؟   
11- هل تعتقدون أن الخريجين الجدد (و في كثير من المهن )
المدربين جيدا على امتحانات "الاختيار المتعدد " هم أحسن و أفضل من أولائك المعلمين (معلمي السبعينات و الثمانينات ) الذين تم تكوينهم في مراكز تكوين المعلمين و المراكز التربوية  التي تم التخلي عنها و أصبحت غير مؤهلة و مهملة  ؟
12- و كيف ستضمنون الشروط اللازمة حتى يشعر المدرسون بالأمان و الطمأنينة و يركزون على عمله المتمثل في تربية و تعليم و تثقيف الأطفال   ،و هم الوقت الحاضر  مرعوبون ،و يعانون من حملة مسعورة من بعض الفئات الاجتماعية و قلة احترام لمهنتهم ، حملة تستهدف استقرارهم الوظيفي ؟
13- لماذا هذه المركزية الشديدة في النظام التعليمي إذا كان الكل متوافق  على وجود أكاديميات و مديريات ؟ و لماذا لا تسلم إليها القيام بتدابير ذاتية حقيقية و إعطائها الحرية لإطلاق برامج عمومية  و مبتكرة على المستوى المحلي ، برامج بتفردها و إبداعها  يمتد إشعاعها  على المستوى الوطني ؟ و لماذا لا يتم التقويم العلني لأداء الأكاديميات و المديريات على غرار تقويم المدارس المراد تطبيقه كسيف فوق رقبة المدارس ؟
14-   كيف   ستضمنون حياة سليمة  صحية للأطفال و الشباب أمام مؤسساتهم التعليمية و كيف ستبعدون عن محيطهم الأشخاص الغير مرغوب فيهم بتاتا : باعة المخدرات و باعة الحلويات الرديئة ؟ كيف  ستضمنون تعليمهم أمام أخطار العصر الرهيبة مثل  التواصل الاجتماعي ؟ كيف   ستضمنون جودة حقيقية توفر لهم فرص المستقبل و العمل في عالم أصبح الكل يحلم فيه بالهجرة ؟
15- ما هي العلاقة بين الإصلاح التعليمي و الإصلاحات الهيكلية الأخيرة ؟ و هل تعتقدون سيدي الوزير أن شركات الخواص و  التي ليس لها من عقيدة إلا الربح مستعدة لضمان الجودة و المساواة في التعليم ، لولا الدعم الذي تنتظره من الدولة و ستشترط أن يكون قارا لأنها تقوم بتربية و تثقيف المواطنين ؟
16 – لماذا لا تعمم الموارد الرقمية على الجميع و يتم الاستثمار في توفير كتاب مدرسي بأثمنة بسيطة و الاستثمار في أدوات النشر البسيطة من ألات نسخ و طابعات و أدوات للتربية التشكيلية و الفنون ..؟؟؟
17- لماذا تستثمر أموال باهظة في شراء تكنولوجيا من دون  ضمان شروط استعمالها الجيد :مواد يمكن أن تحسن التعليم محتاجة لبرنامج وطني للتدريب و التكوين و محتاجة لمعلمين لهم الإرادة و الخيار لنقل تلك المعرفة إلى المدارس و الفصول و الوقت أو الحصص اللازمة لتعلمها و أمكنة التعلم الملائمة (حجرات خاصة)  ؟
18- لا أعرف إن كنتم ستكتفون بوضع مكعبات اضافية من الطوب  من  فوق  التي وضعها سابقوكم على حائط التعليم المنهار . أم ستحاولون ان تفتحوا  نقاشا محترما ،  يصغي إلى الأطراف الحقيقية التي تمارس التعليم و الأطراف الحقيقية التي يمارس عليها التعليم  ، و يستمع جيدا إلى محاوريه واضعا نصب عينيه الإخفاقات و الحلول و البدائل لتجاوزها .؟
19- و كيف ستضمنون الرفاهية و الطمأنينة و الثقة في المستقبل  للمعلمين و  جميع العاملين في التعليم إذا كان الإصلاح الساري مفعوله يبيح الاستغناء عن المعلم تحت أعذار واهية و بدون مساءلة ؟
20- و أخيرا كيف السير قدما في الإصلاح و هو يحدث قطيعة  مأساوية مع  التراث التعليمي الوطني الذي دشنه معلمون و أساتذة استثنائيين ؟ أو بمعنى أخر يحدث قطيعة بما نحن عليه الآن بشكل يجعلنا نشد على قلوبنا و نحن نتجه الى مستقبل بلا ملامح واضحة  بلا أسلحة حقيقية : بلا تربية و تعليم جد منقوص  ؟
21- كيف ستتم الولادة الجديدة و الأليمة و الصعبة  للإصلاح ، أو بمعنى أخر كيف سيتم تحويل واقع الفصول المغربية و تحويل الممارسات التربوية للانتقال من التركيز على التدريس الى التركيز على تعلم الاطفال ؟  و كيف لنا أن نركز على تعلم الطفل في غياب الوسائل المعتمدة لذلك : انخراط أكثر للطفل في بناء المعرفة و التعلم ،تكثيف الدعم و التوجيه للمعلمين في مدراسهم ،الحصول علة موارد تعليمية أفضل ،و الحصول على جودة التدريب ؟
22-هل تعتقدون أن المنهاج الجديد هو اختيار لأجود المحتويات و هو كل  ما يحتاجه الطفل –بحق- في القرن الواحد و العشرين ؟  هل تعتقدون  أنه يعترف  بواقع المدارس المتباين و الغير المتجانس ؟هل تعتقدون  أنه يمنح المدارس المزيد من المرونة لتكييف المناهج مع احتياجاتها الخاصة ؟
23- أريد للإصلاح خلق ثقافة تعليمية جديدة في المدارس ، هل تظنون أن هاته الثقافة ستصل الى الفصول في سيطرة الارتجال و الغموض والملل أثناء العروض النظرية  للتكوينات ؟ و في غياب حقيقي للدعم و المرافقة و فرص التطوير المهني ؟
24- من المعايير و الأدلة التي اعتمد عليها لتصميم الخطط و  الجديدة ،استناد اقتراح المناهج الجديدة إلى أحدث البحوث في التعليم و تجارب دول سبقتنا لعمليات التعلم هاته .و لكن ألم يكن حريا أن نلتفت  إلى النتائج الوخيمة التي أفرزتها تلك الإصلاحات في تلك الدول ؟
25- ماذا ستفعلون لإعادة الاحترام الاجتماعي للمعلم ؟ و هو الآن ضحية غارات متوالية لنزع مصداقيته التربوية و التعليمية و حتى المهنية ؟ نعاني عجزا مهولا في هيبتنا الاجتماعية مما يحد من ممارستنا التعليمية و بشكل نشط  .
26- لماذا النقابات أصبحت حصونا منيعة لا يصلها التغيير ؟ النظام الرسمي الذي ينظم نشاط الجزء الاكبر من المعلمين جامد ، عفا عنه الزمن .
27- ماذا ستفعلون أمام الأطراف الجديدة  للتعليم الخاص التي لا تكف عن مزاحمة الوزارة و ازاحتها من مهماتها ، اطراف استغلت هذا الفراغ  و أصبحت  تقوم بتدريب المتعاقدين الجدد و تدعي أن لها تدريبا أجود من التداريب التي تقوم بها وزارتكم  ؟ ألا تعتقدون ان هذا سيفقد المعلمون الجدد الثقة في التدريب الذي تقدمه الوزارة ؟
28- لماذا تعاني عملية اختيار المعلم من  البساطة و أدنى غياب للصرامة ؟ هل تعتقدون سيدي أن حل مشكل التعليم يكمن في حل مشكل آخر هو البطالة ؟ هل تعتقد أن جلب أعداد كبيرة من معلمين أكثرا انضباطا من سابقيهم مع رصيد محدود من استراتيجية نقل المعارف سيحل مشاكلنا التعليمية و سيحسن من الجودة ؟
29_ ماذا ستفعل يا سيدي أمام الاعلام ، فمكانتنا الاجتماعية غالبا ما نفقدها عند حراس  سلطة  الإعلام قبل الدخول الى المجتمع  ، فهي التي تقلل من دور المعلم كناقل للمعرفة و الثقافة للاجيال و تركز على أخبار متفرقة و شخصية و تضخمها من اجل خدمة خطها التحريري ؟
30- هذا السؤال هو السؤال رقم صفر .و هو أهم سؤال.
 Résultat de recherche d'images pour "educacion"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق