الأحد، 7 يناير 2018

التعليم كما عايشته (50) :الدفاع عن مجانية التعليم : المدرسة العمومية


 Résultat de recherche d'images pour "escuela publica /lucha"


التعليم كما عايشته (50) :الدفاع عن مجانية التعليم و المدرسة العمومية




الدفاع عن مجانية التعليم و المدرسة العمومية


كل شيء في أخر الأمر (بل و حتى و منذ بدايته ) يدور حول المال و المال و المال.
لا تتحول الإصلاحات الأخيرة في الحقل التربوي إلى مصدر قلق للمعلمين و بعض الفئات المهتمة بالشأن التربوي فقط أتوقع أنها  ستمتد إلى العائلات و فئات اجتماعية أخرى لأنها ستكون المنبه الذي يوقظ من النوم و عدم اللامبالاة : على الأسر أن تساعد في الإنفاق على المدرسة .و ستحدث مواجهات من اجل الدفاع عن المدرسة العمومية التي سوف لن تبقى شأنا وزاريا و إداريا ،أظن أنها ستكون مستقبلا  شأنا موسعا ما بين الإدارة و المجتمع و العائلات .
في ثمانية نقط سأحاول أن ألخص لماذا يجب علينا الدفاع عن التعليم المجاني من خلال المدرسة العمومية ، و معذرة ان تكررت بعض الافكار التي سبق لي أن تناولتها في مواضيع تتطرق للإصلاحات التربوية الجديدة في هذه السلسلة
Résultat de recherche d'images pour "escuela publica /lucha"


 1-المعلم ليس أي عامل - وأن المسؤولين الحكوميين  يجب أن يعرفوا  أفضل من أي شخص، كما سبق أن كتبت عدة مرات – من هو عامل التعليم، و من هو  جهاز إرسال الثقافة والسلوك ومن هو  المحافظ على استمرار يتها . نعم هو (و بكرامة كبيرة) عامل، موظف، خادم للدولة بلا ثمن ، مستغل، ولكن في النهاية عامل خاص و جد خاص و يصعب أو ينذر أن تجد مثله في المجتمع : لأنه الوحيد  على اتصال مباشر مع الأطفال والمراهقين والشباب، بالإضافة إلى والديهم. هو على اتصال جد نشط يمكن أن يكون قناة جد فعالة لتمرير المعلومات و التوجهات الوطنية .و هو شبكة الهاتف النقال للعلم و المعرفة  التي غطت كل ربوع الوطن ،و انتصبت شامخة في الاودية و الجبال و الصحاري و الاقاصي البعيدة ،أماكن لم تصلها الشبكات الحالية للهاتف .  كيف  يمكن للدولة أن تقلل من شأنه؟و لماذا تعامله  بشكل فج  ، وكأنه عامل مياوم  براتب بسيط  ؟
الذين لا يولون  اهتماما للمعلم و  على الرغم من كونه خالق للثروة التي يتمتع بها الآخرون هم بالضبط - الأقلية المتطرفة - بشكل غير عادل حيث يستحوذون عليها ويستأثرون بها ،و يريدون منعها عن الآخرين .
2- في كل التصريحات التي يروجوا لها أصحاب هذا الإصلاح الطوفاني يحاولون تنويم الجمهور بطمأنته على أن التعليم بيد أمينة . و أن مجانية التعليم هي حق دستوري  و أن التدابير المتخذة ما هي إلا رافعة لإصلاح التعليم و جعله ذو جودة ، لكنهم في الحقيقة يحاولون إضفاء طابع العلمانية و طابع الخصخصة على المناخ العام للتعليم .
كنا نظن أن التعليم و التربية هي مهمة إلزامية للدولة و أنها عامة و شعبية  ، لكننا نفاجئ بدعوة الحكومة الأسر للمساهمة في الأعباء الاقتصادية للمدرسة .
كل الوزراء كرروا نفس اللغة الخادعة إصلاح التعليم ، لكنهم كانوا في الحقيقة هم أول من تخلى عنه و خصخصه و جعله عرضة لأطراف أخرى تغسل الأدمغة و  تلقن من خلاله  ما تشاء و ما أوحيي لها من مموليها و واضعي برامجها .
3- والتعليم المجاني ضروري كالكسرة و الشاي و الدواء  "إنها وظيفة إلزامية للدولة". و يجب أن لا نتهاون في رؤية الحقيقة المرعبة : تخلي  الدولة عن  تشكيل ضمير و فكر و اعتقاد  المواطنين لمجموعة من  الأفراد التي تضع مصالحها الشخصية و المادية و الاديلوجية  فوق مصلحة المواطن الصغير الذي سنعتمد عليه في المستقبل . ان التخلي عن المواطن ، بين أيدي هذه الأشخاص و المجموعات  هو بالضبط ما سيجعل مستقبلنا سوداوي :فرقة و تنافس و تطاحن .و لنا في الحركات الاحتجاجية الأخيرة خير مرآة ننظر إليها : الدولة التي تخلت عن التعليم (التكوين و التثقيف)  لفئات شعبية واسعة هي التي تقف الآن عاجزة عن التواصل مع هذه الاحتجاجات و مكوناتها .الطبيعة علمتنا أن ما تخلينا عن تربيته و هو صغير من الصعب استيعابه حينما يكتمل نموه الفكري داخل  منظومتنا .
من هنا أعتقد أنه  يجب على الدولة أن  تضمن تمتع جميع السكان بالحق في التعليم دون مراعاة ظروف معيشتهم و بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي سواءا كان ميسورا أو فقيرا .لان إخضاع الكل إلى قدم المساواة هو أول مبادئ التربية الحقة و أول خطوة لتكافئ الفرص ، التي يثرثرون بها في جميع أدبياتهم .
. التعليم الحديث كما نعرفه جاءت به فرنسا ، و تحت يافظة الاستقلال لم تعمل الدولة على نزع التعليم من سيطرة فرنسا كما ادعت بل عملت على نزع التعليم من سيطرة الكتاب و رجال التعليم التقليدي . ثم  كانت هناك محاولات لمغربته و جعله تعليما وطنيا . و منذ الاستقلال أصبحت  مواسم إصلاح التعليم  قارة ،و ما كان إصلاحا يراد منه البناء و التشييد تبين أن كان معولا للهدم و التخريب و النتائج الحالية في الشارع و الاسرة تتكلم عن نفسها .
ثم ماذا حدث ؟ سيطرة الدولة على التعليم الذي انتزعته من فرنسا و التعليم الديني التقليدي  أصبحت تنزع منها لصالح مجموعات أخرى ذات طابع اقتصادي و عقائدي و حتى اديلوجي و ديني  .  
4- المعركة ضد هذه الخصخصة للتعليم و المدعومة من رجال أعمال و جهات نافدة و مجموعات سياسية و حتى من الإعلام،  يجب أن تبدأ من الدفاع عن توفير الميزانية الكافية للتعليم العمومي المجاني .و هذه نقطة أساسية و بدونها بصعب تصور دفاع مجد عن المدرسة العمومية .
و هناك شيء لا بد من الإشارة إليه هو  أن المدافعين عن التعليم الخاص يعرفون جيدا أنهم يضربون عدة عصافير في المستقبل بحجر واحد في الحاضر المتعفن .تطوير التعليم الخاص و كما هو مخطط له هو امكانية  التلاعب بأموال هائلة من مداخيل و جبايات و كذا الدعم الهائل الذي سوف تقدمه الدولة لهذه المؤسسات الخاصة مقابل تكفلها بتربية فئات مليونية (نسبة الى العدد)  من المواطنين .
6- و لم يكتفوا بما هو غريب بل أضافوا اليه ما هو أغرب منه : لم يتم فقط تأسيس و فتح مدارس خصوصية (لا تخجل بادعائها التربية الوطنية ) بل أيضا عملوا على فرض خطط و برامج خصخصة في المدارس العمومية و الحكومية . و لا يحتاج المعلمون إلى بيانات أو إحصاءات لمعهد دولي أو وطني لإثبات ذلك ، حيث تحاصرنا مئات الإعلانات عن المدارس الخاصة التي احتلت الفضاءات العمومية و المساحات الإعلانية ، ليس للإعلان عن منتوجها الجد تجاري  فقط ، و لكن كعملية فرض في لاوعي المواطن من أجل أن يقتنع بها ويدير ظهره للمدرسة العمومية .ويكفي أن نفتح أي مقررات الدراسة الجديدة لنرى شكل الخطط و البرامج التي حذفت و التي اقتطعت و مواضيع حذفت و تقلص ما هو اجتماعي و إنساني  لصالح  إدخال توجيهات جديدة تقنية و مهنية ،و إنتاج طلاب محترفين قادرين على المنافسة كما هم قادرين على المواجهة والتحارب  بينهم بدون أدنى قلق من المجموعة التي يعيشون معها و يتقاسمون معها نفس الوسط .
7- هناك من ساهموا في تمرير إصلاحات ضيعت أجيالا من التعليم ، هم الآن من يحاول النزول شيئا فشيئا إلى ساحة المعركة من اجل مجانية التعليم ...و يحاولون أن يسابقوا الجهات التي ستحتج من بعد ، هكذا هم يحاولون الركوب ، فكل قطار احتجاجي سيقلع يعني لهم المزيد من الغنائم .الدفاع عن المدرسة العمومية يجب أن يخلى من المتطرفين (و للتطرف أشكال و ألوان) و الانتهازيين .
8- أعتقد أن التعليم لا يجب أن يستمر في يد السياسيين و رجال الأعمال .و من الضروري و المستعجل أن يأخذ المعلمون و الطلبة و الآباء و الأمهات بأيديهم  فرصتهم و مكانهم الطبيعي في داخل التعليم  عبر آليات قانونية  جديدة تضمن لهم  المشاركة فيما يدرس لأبنائهم و العملية التعليمية ككل .و تضمن لهم الاستجابة لمقترحاتهم .
مواضيع ذات صلة :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق